المنظمة تبدو في مفترق الطرق فإما توجه إصلاحي أو تناقض يؤدي لخلافات بين الأعضاء لا
تسمح بوجود مساحة للاختلاف في الآراء
مصطفى الفقي كاتب وباحث الاثنين 28 سبتمبر 2024 1:26
مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية (أ ف ب)
تعود العرب وغير العرب أن يصبوا جام غضبهم على جامعة الدول العربية أمام أي فشل
يلحق بالعمل العربي
المشترك أو بالقدرة على مواجهة إسرائيل ودائماً التبرير موجود، فالجامعة تبدو كالكيان المحنط ويطلق عليها
البعض الثلاجة الكبيرة على ضفاف نيل القاهرة، ولا شك أن الظروف التي نشأت فيها الجامعة
بمباركة بريطانية
وتوافق مصري سعودي جرى فيه إقناع الملك عبد العزيز الكبير بالمشاركة في قيامها والانضمام إليها
واختيار عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة هو جزء من الحوار
بين القاهرة والرياض، فكان اختيار عزام المصري والقريب من المملكة هو محاولة لإقناع السعودية بالقبول،
ولقد
كان قيام الجامعة مرتبطاً إلى حد كبير بالوضع في فلسطين حينذاك ومواجهة المد الصهيوني الذي
كان قد
بدأ يتزايد، حتى أن الملحق الوحيد بميثاق الجامعة كان عن فلسطين، وفي رأيي أن الجامعة
المفترى عليها هي
محصلة للواقع العربي، فهي تتأثر بمجموع إرادات الدول الأعضاء ووجود رغبة مشتركة في دعمها من
عدمه،
ولذلك فإن الذين يصبون جام غضبهم على الجامعة لا يدركون أنها آلية تنظيمية وإدارية وليست
صاحبة إرادة
جامعة الدول العربية, مستقبل جامعه الدول العربية.