وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85)
قوله تعالى : وإسماعيل وإدريس وهو أخنوخ وقد تقدم وذا الكفل أي واذكرهم .
وخرج الترمذي الحكيم في ( نوادر الأصول ) وغيره من حديث ابن عمر عن النبي
– صلى الله عليه وسلم – قال : كان في بني إسرائيل رجل يقال له
ذو الكفل لا يتورع من
ذنب عمله ، فاتبع امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها فلما قعد منها مقعد
الرجل من امرأته ارتعدت وبكت ، فقال ما يبكيك ، قالت : من هذا العمل
والله ما عملته
قط ، قال : أأكرهتك قالت : لا ولكن حملني عليه الحاجة ، قال :
اذهبي فهو لك ، والله لا أعصي الله بعدها أبدا ، ثم مات من ليلته
فوجدوا مكتوبا على باب داره إن الله قد
غفر لذي الكفل وخرجه أبو عيسى الترمذي أيضا ولفظه . ابن عمر – رضي الله
عنهما – قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يحدث حديثا لو
لم أسمعه إلا مرة أو
مرتين – حتى عد سبع مرات – ولكني سمعته أكثر من ذلك ؛ سمعت رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : كان ذو الكفل من بني إسرائيل
لا يتورع من ذنب عمله فأتته
امرأة ، فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها ، فلما قعد منها مقعد الرجل من
امرأته ارتعدت وبكت ، فقال : ما يبكيك أأكرهتك ، قالت : لا ولكنه عمل
ما عملته قط وما
حملني عليه إلا الحاجة ، فقال : تفعلين أنت هذا وما فعلته اذهبي فهي لك
، وقال والله لا أعصي الله بعدها أبدا ، فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على
بابه إن الله قد
غفر لذي الكفل قال : حديث حسن . وقيل إن اليسع لما كبر قال :
لو استخلفت رجلا على الناس أنظر كيف يعمل . فقال : من يتكفل لي بثلاث
: بصيام النهار وقيام الليل وألا يغضب وهو يقضي ؟ فقال رجل من ذرية العيص
: أنا ؛
فرده ثم قال مثلها من الغد ؛ فقال الرجل : أنا ؛ فاستخلفه فوفى فأثنى
الله عليه فسمي ذا الكفل ؛ لأنه تكفل بأمر ؛ قاله أبو موسى ومجاهد وقتادة
. وقال عمرو بن عبد
الرحمن بن الحارث وقال أبو موسى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – :
إن ذا الكفل لم يكن نبيا ، ولكنه كان عبدا صالحا فتكفل بعمل رجل صالح
عند موته ، وكان يصلي
لله كل يوم مائة صلاة فأحسن الله الثناء عليه . و قال كعب : كان
في بني إسرائيل ملك كافر فمر ببلاده رجل صالح فقال : والله إن خرجت من
هذه البلاد حتى أعرض
على هذا الملك الإسلام . فعرض عليه فقال : ما جزائي ؟ قال : الجنة
– ووصفها له – قال : من يتكفل لي بذلك ؟ قال : أنا ؛
فأسلم الملك وتخلى عن المملكة وأقبل على
طاعة ربه حتى مات ، فدفن فأصبحوا فوجدوا يده خارجة من القبر وفيها رقعة خضراء
مكتوب فيها بنور أبيض : إن الله قد غفر لي وأدخلني الجنة ووفى عن
كفالة فلان ؛ فأسرع الناس إلى ذلك الرجل بأن يأخذ عليهم الأيمان ، ويتكفل لهم
بما تكفل به للملك ، ففعل ذلك فآمنوا كلهم فسمي ذا الكفل . وقيل :
كان رجلا عفيفا
يتكفل بشأن كل إنسان وقع في بلاء أو تهمة أو مطالبة فينجيه الله على يديه
. وقيل : سمي ذا الكفل لأن الله تعالى تكفل له في سعيه وعمله بضعف
عمل غيره من
الأنبياء الذين كانوا في زمانه . والجمهور على أنه ليس بنبي . وقال الحسن :
هو نبي قبل إلياس . وقيل : هو زكريا بكفالة مريم . كل من الصابرين
أي على أمر الله والقيام بطاعته واجتناب معاصيه .
اسماعيل وادريس وذا
اسماعيل وادريس وذا الكفل.
- اسال في الكتاب اسماعيل واسحياق ويوسف وذا الكفل